عنوان: يوميات سياسي حر : في قسوة الصحافة… وجمالها
حلقة الوصل : يوميات سياسي حر : في قسوة الصحافة… وجمالها
يوميات سياسي حر : في قسوة الصحافة… وجمالها
يكتبها محمد البلاجي
عشرات الآلاف من التونسيين يشتغلون أشقى المهن وأقساها : التدريس.
وقد جربت التدريس في بداية السبعينات عندما عدت من فرنسا بالمدرسة القومية للإدارة ومعهد بورقيبة للغات الحية. وكنت متعاقدا لأنّ مهنتي الأصلية هي الكتابة العامة للجامعة التونسيّة وكلية الآداب والعلوم الانسانية تحديدا.
وكنت أدرّس الترجمة والتعريب … وكنت أوزع ساعاتي بين هذه المدرسة والأخرى إضافة الى الجامعة.
ثم جاءت الصحافة فتركت المهمات الأخرى وسخرت كامل وقتي لها لأن الصحافة هي الجامعة الحقيقية التي تضم مئات الآلاف من القراء ولولعي بها.
وكانت هي أعز مهنة عرفتها ـ رغم ما يقوله صديقي صالح الحاجة عن صعوبة إدارة الجريدة ماديا اليوم وألمه المستفحل من ذلك
وكانت الصحافة رغم عملي في صحافة حزبية، مساحة الحرية فيها مختصرة إن لم نقل منعدمة، لكنني أبذل أكثر من جهدي لا لأجد الموضوع وأجد ما أكتبه فيه دون إثارة الزوابع. لكن مجرد هذا التحايد والخروج عن الطرق المرسومة (واللعب بالكلمات) كان هو ايضا من المتع الصحفيّة.
وليس هذا دعوة للعودة للقهقرى وتسييج فضاء الاعلام لكنني أتحدث عن عهد مضى. لكن الحرية… الحرية ، هي أصعب بكثير وأكثر قساوة من عهد لم تكن تطالب فيه الا بالحديث التافه والإعلام المقنع الذي قلّ من يسايره ويتفاعل معه.
ولم تكن المشكلة بالضرورة مع القيادة العليا ولكن المشكلة مع “الوسطـاء”… وما أكثرهم وما انذلهم… فانتهازيتهم ضيّقت علينا حياتنـا.
قاتل الله الوسطـاء.
المصدر: الصريح
وهكذا المادة يوميات سياسي حر : في قسوة الصحافة… وجمالها
كنت تقرأ الآن المقال يوميات سياسي حر : في قسوة الصحافة… وجمالها عنوان الرابط https://badunya.blogspot.com/2017/05/blog-post_29.html
0 Response to "يوميات سياسي حر : في قسوة الصحافة… وجمالها"
إرسال تعليق